بعد أن تربع جهاز الوي من نينتيندو على عرش هذه
التقنية و لعدة سنوات ، بدأ نجم جهاز الوي يخبو ، فالآن كلاً من مايكروسوفت
و سوني عملتا على إصدار أدوات تعمل على التقاط الحركة ، و قررت مايكروسوفت
أن تصدر كاميرا قادرة على التقاط الحركة بدون عصا أو قبضة تحكم مساعدة و
اسمها "كينيكت" ، و لكن يبدو أن شركة سوني قررت أن تأخذ الحل الوسط ، و
تدمج أفضل مزايا الطريقتين ، فستبقي مزايا عصا التحكم الدقيقة ، و تدمج
معها كاميرا تلتقط حركات الجسد و حركات تلك العصا أيضاً ، و السؤال المطروح
هو ، هل أتقنت شركة سوني صناعة هذه التقنية و وصلت بها إلى حد الكمال أم
أنها مجرد إضافة كمالية لا أكثر و ليست ذات قيمة عالية ؟ أتمنى لكم قراءة
ممتعة .
يبدو
أن الإجابة على السؤال السابق تقع في المنتصف، فتقنية موف مستوحاة من تحكم
الوي بشكل كبير، و العديد قاموا بتلك المقارنة فور أن رأوا تصميم هذه
التقنية ، و لكن تبين و بسرعة أن هذه التقنية تتفوق على ما يملكه جهاز الوي
بدقتها الأكبر ، فجهاز الوي يرصد التحركات باستخدام الأشعة التحت حمراء و
جهاز قياس للتسارع الأرضي و الذي يرصد التغير في البعد ما بين التحكم و ما
بين الأرض ،أما الموف فيضاف عليه قدرته الأكبر على رصد التحركات بوجود
حساسات حركة إضافية ، و حساسات لقياس حقول الجاذبية ، و الكاميرا التي ترصد
تحركات الجسد بالإضافة لحركات عصا التحكم عن طريق رصد ضوء "ليد" مضمن على
رأس عصا التحكم من أجل دقة أفضل .
و
هذا بالطبع سيكون صورة ثلاثية الأبعاد عن الحركة ، بينما كانت الحركة في
جهاز الوي تنقل للجهاز ببعدين اثنين فقط ، و كل هذا باستخدام الكاميرا
المرفقة بالجهاز و اسمها بلاي ستيشن آي ، و قد تبدو الفكرة سخيفة ، و لكن
ضوء "ليد" الموجود على رأس عصا التحكم هو سر دقة نقل حركة العصا على الشاشة
، فالكاميرا ستتعرف على الضوء هذا من أجل أن تحدد بعد "موف" عن الشاشة .
و
مع كل هذه المعلومات التي سيتم نقلها منك و من تحركات العصا و معالجتها
الفورية من أجل إظهار المعلومات على الشاشة ، قد يظن البعض أن هذا التحكم
سيعاني من بعض التأخير الذي تعاني منه تقنية الكينيكت كثيراً ، و لكن لا
عجب أن شركة سوني تدبرت هذا الموضوع بشكل جيد ، و لا يوجد أي تأخير يذكر أو
تغير في الصورة بسبب استخدام تقنية موف ، و لكن هذا لا يعني أن التقنية
تعاني من مشاكل خاصة بها ، و العديد من الألعاب التي سيتم إطلاقها على
الجهاز و ستكون داعمة لهذه التقنية تعاني من عيوب كبيرة .
و عند إطلاق النظام في 19 سبتمبر ، سيكون معه ألعاب مثل ،آي بيت ، كون فو رايدر ، سبورت تشامبيونز ، و أخيرا ستارت ذا بارتي .
و تراوحت النتائج فيما يتعلق بالدقة ، بين الدقة التامة و رصد التحركات
بشكل ممتاز و بدون أي تأخير يذكر ، و بين نتائج تعاني من التأخير و من
مشاكل في الدقة ، و أفضل الألعاب دقة هي ، آي بيت و سبورت تشامبيونز . آي
بيت لا تتفاعل بذكاء مع اللاعبين فحسب ، بل مع البيئة المحيطة أيضاً ، و هي
تعرض إمكانية قدرة النظام على إظهار رسومات ثلاثية الأبعاد و بدقة كبيرة
باستخدام تقنية الموف . سبورت تشامبيونز تعتبر مثالاً أفضل عن نقل تحركات
اللاعب و موقعه إلى شخصية ثلاثية الأبعاد موجودة على الشاشة ، و لكن هناك
بعض الاستثناءات ، فهي تمثل تحركاتك أفضل تمثيل ، و لكن ليس من ناحية ميل
اليد أو انحناء الجسد . ستكون هناك ألعاب أخرى مثل تامبل ( مشابهة للعبة
بلوم بوكس على وي ) ، روز ( لعبة استراتيجية مبنية على الحرب العالمية
الثانية من يوبي سوفت ) ، و لعبة هيفي رين ( و التي صدرت في فبراير الماضي ،
و سيتم اصدار تعديل عليها سيسمح باستخدام هذا التحكم )، و لعبة غيت فيت
ويذ ميل بي ، و سوكوم 4 ، و لعبة فايت 3 دي ، و لعبة تايغر وودز 2011 و
لعبة جون داليز بروستروك غولف.
ستارت
ذا بارتي ، مثل لعبة آي بيت ، ستكون لك بيئة ثلاثية الأبعاد بناءاً على
البيانات التي ستنقلها بلاي ستيشن آي لجهازك عن البيئة المحيطة بك ، و
بمقارنة توجه اللاعب في هذه اللعبة مع لعبة آي بيت ، لوحظ أنه يوجد تأخير
أكبر فيها . لعبة كون فو رايدر ، هي أكثر الألعاب تقليدية بالنسبة للألعاب
ذات الأبعاد الثلاثية ، لكنها بدت الأقل تجاوباً بين الألعاب و الأكثر
تأخيرا و ترابطاً فيما بين حركات الجسد و العصا و الصور المعروضة في اللعبة
.
و
لكن لا تبالي بهذا كله يا عزيزي القارئ ، لأنه و بكل المؤشرات التي تم فحص
هذه التقنية عليها ، فتم تأكيد أن هذه التقنية لا تعاني أي عيوب قاتلة في
التصنيع ، فدقة الحركة أكبر ، و لا يوجد هناك أي بطء في
المعالجة أو قلة جودة الصور و التي تسببها هذه الأنواع من التقنيات عادة ، و
في بعض الألعاب ، فهذه التقنية تقوم بعمل أكثر من جيد ، و المشكلة الوحيدة
التي تم التعرف عليها تتعلق بكون الكاميرا حساسة زيادة عن اللزوم قليلاً ،
بسبب دقة الفيديو السيئة التي تعرضها بلاي ستيشن آي ، و أكبر دقة يمكن
الوصول إليها هي 640×480 و مع حساس ضوئي لا يعمل بشكل ممتاز ، و كنتيجة
لهذا ، ستكون هذه التقنية بالكامل مزاجية و تختلف دقتها من مستخدم لآخر و
حسب إضاءة الغرفة ، فإذا كانت الغرفة مضاءة بشكل ممتاز ، حصلت على أفضل
النتائج ، و العكس صحيح ، مع التذكير بأن الحساسات الداخلية تعمل جيداً في
نقل موضع العصا عن الكاميرا بسبب وجود ضوء "ليد" في قمة العصا .
أيمكن
لهذا أن يسبب المشاكل بالنسبة للكاميرا ؟ حسناً ، إذا كان هناك الكثير من
الأضواء التي تتضارب في الغرفة و خصوصاً وراء اللاعب ، يمكن ألا تلتقط
العدسة ضوء العصا ، و موقع العصا و ضوئها سيلعب دوراً هاماً في ذلك أيضاً
،و الحل لهذه المشكلة هو تخفيف الإضاءة الجانبية أو إغلاق النوافذ في
الغرفة سيحل مشكلتك ، و لكنه ما يزال حلاً غير جذري للمشكلة و هو بالتأكيد
ليس أفضل الحلول ، و نظام عرض التحكم على الشاشة سيواجه مشاكل في حالة وجود
ضوء قوي يأتي من اتجاه واحد فقط في الغرفة ( إضاءة مركزية ، كوجود لمبة
قوية أو نافذة تنشر الضوء في الغرفة ) ، و كحل بديل ، الخيار الوحيد هو أن
تزيد دقة الكاميرا داخلياً ( 640×480 كحد أقصى ) أو أن تستخدم كاميرا عالية
الدقة و بدل بلاي ستيشن آي من أجل أن تلتقط الأشياء المحيطة بك بشكل أفضل .
بالنسبة
لتحكم موف بحد ذاته ، تم تصميمها بشكل مماثل تماما لتقنية ديوال شوك 3 و
المستخدمة في تحكم بلاي ستيشن 3 اللاسلكي ، و كما هو واضح عزيزي القارئ ،
يجب أن يتم تصميم الأزرار بشكل يتماشى مع شكل التحكم بحد ذاته ، فقد تم جعل
الأزرار بشكل نافر و الاتجاهات بشكل محدب ، مما سيجعلها حساسة أكثر للمس ،
و تم جعل زري "ستارت" و "سيليكت" على الجوانب من أجل تفادي الضغط غير
المقصود عليهما . و بشكل مماثل ، فتم جعل زر "هوم" غائراً في العصا من أجل
تفادي إظهار القائمة الرئيسية لجهاز بلاي ستيشن 3 بالخطأ . و حتى عصا
الاتجاهات مماثلة لما هو موجود في تحكم بلاي ستيشن 3 من ناحية الشكل و
المقاومة ، و من الجدير بالذكر أن شكل الموف مريح للمسك .
هذا التحكم سيكون فيه بطاريات قابلة للشحن ، من نوع بطاريات الليثيوم ، و هذه ميزة إضافية ،
أي أنك لن تضطر لتغير البطاريات لفترة طويلة ، فعمر البطارية من ذاك النوع
جيد جداً ، و كلا الجزأين من التحكم سيسمح لك باستخدام متواصل و لمدة سبع
ساعات لدى الشحن الكامل . و لكن وصل جزئي التحكم مع بعضهما و ووصلها على
شحن اليو أس بي ليس مثالياً ، و لكن يتم العمل الآن على شاحن لأكثر من تحكم
موف ليتم إطلاقها لاحقاً ، و سوني ستطلق شاحناً خاصاً بها ثمنه حوالي 30
دولاراً ، و لكنه سيشحن تحكمي موف معاً فقط .
و
لكن الهم الأكبر للمستهلكين ، إلى جانب الجودة ، هو بالطبع الثمن ، و سوني
في الحقيقة كانت ذكية جداً في وضع السعر لهذا التحكم ، و هو بالطبع ليس
رخيصاً ، و لكن هذا التحكم تم وضع سعر خاص على كل قسم من أقسامه ، و الذي
سيسمح للمستخدم بشراء الأقسام التي يحتاجها فقط ، و بعبارة أخرى ، إذا كنت
تملك بلاي ستيشن آي مسبقاً و كنت تحتاج التحكم ، فيمكنك ذلك ببساطة ، فتحكم
الموف سيتم بيعه بحوالي 50 دولاراً و القسم الثاني من التحكم ثمنه 30
دولاراً ، بينما يمكنك شراء العدة كاملة مع نسخة من سبورت تشامبيونز ب 100
دولار ، و سيتم إطلاق بلاي ستيشن 3 مع كامل عدة الموف ( الكاميرا ، قسمي
التحكم ) بالإضافة إلى نسخة من سبورت تشامبيونز ب 400 دولار .
في
النهاية ، فهذه التقنية تجمع أفضل المزايا بين جميع مثيلاتها ، و لا يوجد
فيها بالتأكيد مشاكل تقنية قاتلة تعيب تصميمها ، و لكن للأسف فالألعاب
المتوافرة لا تسمح بالحكم الصحيح عليها ، و إذا كنت متحمساً لشراء النظام
الآن ، فلا تتوقع أن تكون مسروراً للغاية في البداية ، و لكن
مع مرور الوقت ، فبالتأكيد سيكون هناك الكثير من الألعاب التي تدعم هذه
التقنية بشكل جيد و سيشعر اللاعبون برضاً أكبر في استخدام هذه التقنية و إدخالها في جدول ألعابهم .
الأداء: 8.5 ( سيختلف تبعاً للعبة )
التصميم : 9 ( الأزرار و إمكانية التحكم مشابهة لتحكم بلاي 3 العادي )
سهولة الاستخدام: 8 ( معايرة التحكم و لمرات عديدة قد يكون مزعجاً، و لكنه فيما عدا ذلك بسيط جداً )
المنفعة: 8.5 ( يمكن شراؤها بشكل منفرد قطعة قطعة، و حتى السعر ليس مبالغاً فيه )
التقييم النهائي: 8.5/10